دراسة تطورية لمفهوم الذکاء الوجداني بوصفه قدرة لدي عينة من الأطفال بشعبية نالوت بالجماهيرية العربية الليبية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس علم النفس التربوي بجامعتي سوهاج والجبل الغربي بليبيا

المستخلص

الإنسان بطبيعته کائن اجتماعي يحتل الوجدان مکوناً أساسياً في کينونته، وتمثل العاطفة عاملاً مؤثراً في أدائه وسلوکياته، حيث يبني الفرد کيانه علي دعامتين أساسيتين هما الفکر والوجدان معاً، ومن ثم فلا يتحقق الاتزان النفسي للفرد إلا من خلال انتظام انفعالاته وتصالحه مع نفسه والرضا عنها، فلا ينقاد وراء انفعالاته انقياداً يخلو من البصيرة النفسية في عواقب الأمور، ويتأتي ذلک بالتفکير والتبصر الکامل بالنتائج المترتبة علي هذا الانفعال.
ولقد ساهم ظهور نظرية الذکاءات المتعددة بتطور کبير في حرکة القياس النفسي، وبصفة خاصة بعد القبول الشديد الذي لاقته من قبل الباحثين والمنظرين في علم النفس، وتعد نظرية الذکاء الوجداني إحدي النظريات الحديثة التي أشارت إلي الدور الفعال الذي يؤديه الوجدان في البناء المعرفي للفرد.
وفي ضوء ذلک انقسم المهتمون بدراسة الذکاء الوجداني إلي فريقين : فريق يري أن الذکاء الوجداني هو قدرة مثل سالوفي وماير (Salovey&Mayer,2001,1999,1990)، وإبيشتين (Epstein,1999)، وفريق آخر يري أنه سمة مثل جولمان (Golman,2002,1998,1995) ، وليندلي (Lindely,2001).
ولقد ارتبط مفهوم الذکاء الوجداني بأبحاث کل من ماير وسالوفي  MayerSalovey&والذي ظهر لأول مرة علي أنه مفهوم مرتبط بالعوامل الشخصية کالدفء Warmth والانطلاق Outgoingness ثم قررا بعد ذلک أن الذکاء الوجداني يجب تمييزه عن متغيرات الشخصية باعتباره نوعاً من القدرات وبصورة أکثر تحديداً ، القدرة علي التعرف علي معاني العواطف والانفعالات واستخدام هذه المعرفة بهدف الاستدلال وحل المشکلات، ومنذ ذلک الوقت تم وضع إطار عمل للذکاء الوجداني تنتظم من خلاله تلک القدرات بهدف التعبير والتقدير الدقيق للانفعالات لدي الفرد والآخرين والتعرف علي الانفعالات وفهمها والاستدلال عنها وتنظيمها(Mayer,et al.,1990).
کما أوضح ماير وسالوفي (Mayer&Salovey,1993) أن الذکاء الشخصي والذکاء البينشخصي يشکلان معاً الذکاء الوجداني والذي يتضمن خمس قدرات أساسية : الوعي بالذات ، ملاحظة الفرد لنفسه والتعرف علي مشاعره، إدراک العواطف، تداول المشاعر وصولاً إلي الطرق الملائمة لمعالجة المخاوف والقلق والغضب والحزن، وحفز الذات أي توجيه الوجدان لخدمة أو تحقيق الأهداف والتحکم في الانفعالات الذاتية، تأجيل الإشباعات، الحد من الميول، التقمص الوجداني ، الحساسية تجاه مشاعر الآخرين واهتماماتهم، وتبني وجهات نظرهم (في : بطرس حافظ بطرس، 20006).
مما سبق يري الباحث أن الحالة الانفعالية للفرد تؤثر علي نجاحه في حياته إذا مارس عواطفه ممارسة جيدة، واستطاع إدراک وتقدير وصياغة انفعالاته،وامتلک القدرة علي فهم وتحليل هذه الانفعالات،وکذلک القدرة علي تنظيمها والقدرة علي تيسير الانفعالات للتفکير. وهو ما تحاوله الدراسة الحالية الوقوف علي طبيعة الذکاء الوجداني بوصفه قدرة لدي الأطفال. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


عنوان المقالة [English]

An evolutionary study of the concept of emotional intelligence as a capacity I have a sample of children in the popularity of Nalut in the Libyan Arab Jamahiriya

المؤلف [English]

  • abdelmoneim ALI
Teacher of educational psychology University of Sohag and Western Mountain, Libya
المجلد 25، العدد 25 - الرقم المسلسل للعدد 25
مناهج وطرق التدریس ( اللغة العربیة- الإنجلیزیة – الفرنسیة – الریاضیات – العلوم- الفنون- الاقتصاد المنزلی- التجاری ... )
يناير 2009
الصفحة 321-356
  • تاريخ الاستلام: 08 سبتمبر 2008
  • تاريخ المراجعة: 02 أكتوبر 2008
  • تاريخ القبول: 20 أكتوبر 2008