لقد أصبح ربط التعليم بالعمل ضرورة وحتمية توجب تقارب التعلم والعمل لتحقيق الرخاء والقضاء على البطالة والمشکلات المترتبة عليها، ولقد اهتم الساسة في العالم بأعداد الذين يعملون والذين لا يعملون والعمل على إدخالهم سوق العمل، وذلک لأن العاطلين يسببون إرباکاً وحيرة للساسة في جميع الدول بسب کثرة المشاکل التي تترتب على ذلک. (Lisbeth, B. & Yantelovich, D., 2000,7) ويحتم ذلک على العاملين بالتعليم غرس قيمة العمل لدي الطلاب وجعلهم يفکرون ويخططون لمهنة الغد التي سوف يلتحقون بها. ومن أهم مراحل التعليم والتي يمکن أن تقوم بدور هام في حياة المتعلمين هي المرحلة الثانوية حيث يفترض أن يعد الطالب بها إعدادا شاملا متکاملا مزودا بالمعارف والمعلومات الأساسية التي تبني شخصيته من جميع جوانبها النفسية والاجتماعية والعقلية والبدنية والروحية، حيث ينظر لهذه المرحلة باعتبارها هي التي تعده للالتحاق بالدراسة الجامعية ، وأنها مرحلة تعمل على تأهيل الطلاب واستثمار قدراتهم وإمکانياتهم العقلية خاصة أن مرحلة التعليم الثانوي تقابل مرحلة المراهقة الوسطي لدي الطلاب وهي المرحلة التي تظهر وتکتمل بها القدرات المختلفة لدي المراهق وکذلک يبدأ المراهق في تکوين الاتجاهات والميول الإيجابية والسلبية الخاصة بنمط شخصيته (السر سليمان ، 2009، 170-178). ويبدأ لدي المراهق في هذه المرحلة الميل نحو المهنة ويتبلور لدي المراهق التخصص ويتضح ويخطو المراهق خطوات کبيرة نحو الاستقرار على مهنة معينة (نائل أخرس وتاج السر الشيخ، 2010، 222-225). ويمکن استغلال ذلک في قيام التعليم الثانوي بدور کبير في مساعدة الطلاب على بلورة التخصص لديهم، ونشر الوعي لديهم بالمهن المتاحة في سوق العمل حتى يستطيع أن يختار وينتقي منها ما يتناسب مع ميوله وقدراته ، ومن ثم يستطيع أن يجد طريقة واضحا ومحددا عند التحاقه بالتعليم الجامعي ومن بعده بسوق العمل مستقبلا. ولقد واجه التعليم الثانوي العام في مصر مشکلة في غاية الخطورة، وهي عزوف الطلاب عن الالتحاق بالقسم العلمي بشکل کبير حيث وصلت نسبة الطلاب بالقسم العلمي إلى أدني مستوياتها في تاريخ التعليم الثانوي العام في مصر وهو ما قامت بدراسته عدة دراسات منها (دراسة محمد عثمان ، 2010 ، ودراسة د. أحمد عبد المنعم ، 2010، ودراسة بدرية حسانين ، 2010، ودراسة کوثر الشريف، 2010 ، ودراسة مديحة عبادة ، 2010 ، وکذلک دراسة عبد السلام مصطفى عبد السلام ، 2013م). وهذه المشکلة لها أسباب کثيرة ولکن على رأسها عدم وجود توجيه أو إرشاد مهني يساعد الطلاب في الاختيار التعليمي والمهني ، و يمکن أن يسهم التعليم الثانوي في نشر الوعي المهني لدي الطلاب ويقوم بعدة أدوار في مساعدة الطلاب وتوجيههم مهنياً بعد الوقوف بجانبهم لاکتشاف قدراتهم وميولهم واستعداداتهم ومن ثم تعريفهم المهن المتاحة بسوق العمل. يستطيع التعليم العام الثانوي أن يساعد طلابه ويوجههم في اختيارهم للتخصص والمهنة المطلوبة بسوق العمل بمصر ، خاصة وأن من أهم الوظائف الحديثة والتجديدية للمدرسة مسئولية الاختيار التعليمي والمهني التي تعني بتبصير التلاميذ بمجالات الاختيار التعليمي ومن ثم المهني، حيث تمنح الطالب فرصة لانتقاء بين العلمي والأدبي وعملية الاختيار تتم في حرية تامة للطلاب ولکن بعد دعوة صريحة من المدرسة لتحريک واکتشاف دوافع الطالب وکذلک احتياجاته وقدراته ومهاراته وميوله وبالتالي ينتقي مجال تعليمي وبالتالي مهني يتفق مع شخصيته ، وبالتالي يمکنه من تحديد مستقبله ووضعه الاجتماعي. (مصطفى زيادة ، وآخرون، 2007 ، 104) وولقد أثبتت الدراسات ومنها دراسة (Christie,H. & others, 2004)ودراسة(Willcoxson, L. & Wynder, M. , 2010, 175) ) أن عملية اختيار التخصص المهني الخاطئة تؤدي إلى زيادة نسبة الهدر في العملية التعليمية وبالتالي لابد ان يتم اختيار المستقبل المهني بکل عناية واهتمام ويستلزم ذلک توجيها ومساعدة للطلاب ، من هنا جاءت الدراسة الحالية للتعرف على مدي قيام التعليم الثانوي العام بذلک ومن ثم تضع إستراتيجية مقترحة لتفعيل دور التعليم الثانوي في القيام بمساعدة طلابه على الاختيار والانتقاء المهني الناجح الذي يترتب عليه التحاقهم بسوق العمل مما يسهم في التقدم الاقتصادي للمجتمع المصري.
مشکلة الدراسة: إن عملية الاختيار المهني لدى الطالب واختيار التخصص التعليمي المؤدي إليها من أهم القرارات في حياة الطالب ويتوقف عليها نجاحه في دراسته بالمرحلة الثانوية وکذلک بالمرحلة الجامعية وکذلک يتوقف عليه نجاحه في الحصول على فرصة عمل أو عدم حصوله وأثبتت عدة دراسات (McMahan, M.& Watson, M. , 2005)، (Watson,M. & others, 2010) أن الطلاب يقعون في حيرة شديدة في عملية الاختيار وذلک في جميع دول العالم ومنها بالطبع مصر ، وبالتالي لابد من أن يکون للتعليم دورٌ تجاه ذلک خاصة التعليم الثانوي العام . وان عملية الاختيار التخصص الدراسي المحدد لمهنة المستقبل هي التي يترتب عليها نحاح الطالب في دراسته أو فشله فيها ، ويتوقف عليها مدى حصوله على فرصة عمل من عدمه وکذلک درجة نجاحه في هذا العمل والرضا عنه (Williams, B. E, , 2007, p65)والاستمرار فيه أو عکس ذلک. وتعد مرحلة التعليم الثانوي من أهم مراحل التعليم في حياة الطالب لأنها تتوسط السلم التعليمي وتقابلها مرحلة المراهقة ، والهدف من مرحلة التعليم الثانوي تکوين وبناء الشخصية السوية المتزنة التي تعبر مرحلة المراهقة بسلام وکيف يقوم کل القائمين بالتعليم الثانوي في إيجاد الطرق الناجحة التي تساعد الطالب للانتقال السليم إلى النضج والکمال وحياة المجتمع (محمد فالوجي ، ورمضان محمد ، 2007 ، 123-124). ونظرا لأهمية مرحلة التعليم الثانوي فقد حظيت باهتمام عديد من الدراسات التي أجريت عليها وعلى متطلباتها في ظل الاتجاهات المعاصرة منها دراسة عاشور الدسوقي ( 2003) دراسة صلاح طه ( 2004) ، دراسة سهام عبد الغني ( 2005م) دراسة حسن الجاويش( 2006) . وجاءت بعد ذلک عدة دراسات من أجل تطوير وإصلاح بعض جوانب ومکونات التعليم الثانوي العام في مصر منها دراسة سمية نعيم( 2008) و دراسة هبة إسماعيل(2008)و دراسة نسرين عبد الفتاح(2010) و دراسة سماح السيد ( 2011) و دراسة مها محمد( 2012) و دراسة نسرين عبد السميع( 2012) وأتفقت هذه الدراسات على وجود تحديات ومشکلات بالتعليم الثانوي في مصر و ضرورة اصلاحه وتطويره من عدة جوانب مختلفة ،وقامت هذه الدراسات بوضع تصورات مقترحة واستراتيجيات لتطوير وإصلاح التعليم المدرسي والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن.
عبد العزيز على إبراهيم, خديجة. (2015). استراتيجية مقترحة لتفعيل دور التعليم الثانوي العام في توجيه طلابه لاختيار مستقبلهم المهني. المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 39(39), 145-288. doi: 10.21608/edusohag.2015.127665
MLA
خديجة عبد العزيز على إبراهيم. "استراتيجية مقترحة لتفعيل دور التعليم الثانوي العام في توجيه طلابه لاختيار مستقبلهم المهني", المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 39, 39, 2015, 145-288. doi: 10.21608/edusohag.2015.127665
HARVARD
عبد العزيز على إبراهيم, خديجة. (2015). 'استراتيجية مقترحة لتفعيل دور التعليم الثانوي العام في توجيه طلابه لاختيار مستقبلهم المهني', المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 39(39), pp. 145-288. doi: 10.21608/edusohag.2015.127665
VANCOUVER
عبد العزيز على إبراهيم, خديجة. استراتيجية مقترحة لتفعيل دور التعليم الثانوي العام في توجيه طلابه لاختيار مستقبلهم المهني. المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 2015; 39(39): 145-288. doi: 10.21608/edusohag.2015.127665