التربية إعلامية – تربية تٌسهم فيها المؤسسات التربوية والإعلامية ذاتها – حيثٌ تجعل المتلقي أکثر وعيًا ويقظة من حيث إکسابه القدرة على التفکير التحليلي الناقد لما يتلقاه، مشاهدًا أو سامعًا أو قارئًا، وعلى أن يکون لنفسه ضوابط ذاتية تمکنه من التلقي الإيجابي للمواد الإعلامية ورسائلها في سطورها ، وما بين سطورها متلقيًا قادرًا على التمييز بين التأويل والتحليل، وبين الرأي والحقيقة، بين الدعوة والفتوى، بين الإشاعة والحقيقة، بين المحتمل والمؤکد، بين الموضوعي والذاتي وبما يمکنه من الانتقاء لما هو إيجابي وقيمي وإنساني (4) . کما أکد " إعلان الدوحة لدعم تعليم التربية الإعلامية في الشرق الأوسط 2013م " (5) ضرورة تعزيز مفهوم التربية الإعلامية فى المؤسسات المختلفة بهدف تمکين الأجيال الشابة من معرفة التفکير النقدي والفهم الصحيح للمعلومات المتاحة لها.، والالتزام بتطبيق برامج تعليم التربية الإعلامية على أعلى المستويات ، بهدف تنوير رؤية الحکومات حيال تعليم التربية الإعلامية وتبادل الأفکار من أجل تطبيق السياسات الوطنية في مجال التربية الإعلامية ، مع عقد اجتماع خبراء سنوي في العالم العربي لمناقشة القضايا ذات الصلة بين التربية الإعلامية ، وتقييم المخططات الحالية ووضع برامج أخرى.
ولقد تناولت البحوث والدراسات مدى تأثير وأهمية التربية الاعلامية فى مراحل التعليم المختلفة، ومن هذه البحوث والدراسات :دراسة " بدر بن عبدالله الصالح 2013م " (6) أهمية التخطيط للتربية الإعلامية باعتبارها منظومة فرعية في خطة شاملة للإصلاح التربوي المعتمد على دمج تقنية المعلومات في التعليم قبل الجامعى، وأن تعتمد استراتيجية منهجها وتدريسها على دمجها في المنهج الدراسي من خلال مواقف تعلم تتناول قضايا إعلامية معينة ، والتخطيط لتقديم برامج تدريب في التربية الإعلامية للمعلمين والمعلمات أثناء الخدمة ، مع بناء شراکة بين مؤسسات التعليم الرسمي والمؤسسات الإعلامية المحلية لنشر مفهوم التربية الإعلامية في البيئة المحلية، ودعم الخطط المستقبلية الهادفة لتفعيلها.
ويُشير" محيى الدين عبدالحليم 2010م " (7) إلى ضرورة التربية الاعلامية للشباب العربى فى المراحل التعليمية المختلفة فى عصر الطغيان الاعلامى ، فالتربية الإعلامية تواجه تحديات کثيرة يلزم مواجهتها على المستويين العربي والإسلامي على اعتبار هذة التربية قطاع من قطاعات المجتمع يُصيبها ما يُصيب المجتمع، لمواجهة التحديات الاعلامية، فإنه لا بد من الدخول بقوة في عصر المعلومات والتدفق المعرفي بحيث يمکن اللحاق بأسرع ما يمکن بمنجزات العصر العلمية والتکنولوجية بما تفرضه من أنماط ثقافية، إلى جانب التأکيد على منظومة القيم من خلال التربية الاعلامية ، لتشکل الخصوصية الثقافية للتربية العربية .
کما يُؤکد " عدلى سيد رضا 2012م " (8) أن تعليم مبادئ التربية الاعلامية لدى الأطفال والمراهقين وخاصة فى مرحلة التعليم الثانوى ، لها أهميتها فى مواجهة التأثيرات السلبية الضارة للاعلام الغربى على المجتمع المصرى والعربى ،وتکوين الوعى النقدى لديهم للحکم الذاتى على الرسائل المختلفة فى وسائل الاعلام المتنوعة ، کما أشار إلى أهمية تدعيم الدور التربوى للأسرة والمدرسة فى تعليم ونشر أسس التربية الاعلامية لدى الأبناء والطلاب ، لتکوين الحس الاعلامى الإيجابى منذ صغرهم .
وعلى ذلک فمن خلال ما أشارت إليه نتائج البحوث والدراسات المختلفة حول أهمية التربية الاعلامية ودورها الفعال فى تحقيق الأهداف التربوية التى وُضعت من أجلها، يجب الاعتراف بها کتربية هامة فى المراحل التعليمية المختلفة، لا يمکن إيقافها أو الاستغناء عنها، بل يجب الاستفادة منها فى تنمية جوانب الوعى المتعددة لطلاب التعليم الثانوى فى مصر ، وخاصةً فى مجال تدعيم ونشر ثقافة حقوق الإنسان – موضوع الدراسة الحالية - حتى يتم تحقيق مبدأ المواطنة الصالحة، فيحتاج طالب التعليم الثانوى لإعداده کمواطن صالح إلى المعارف السياسية والقيم والمهارات التى تساعد على القيام بدوره تجاه القضايا والمشکلات التى تواجه مجتمعه ووطنه والمساهمة فى حلها فى ظل التغييرات المجنمعية المعاصرة بعد ثورة 25يناير 2011م
حامد محمد حسين, الحسين. (2014). التربية الاعلامية ونشر ثقافة حقوق الإنسان ( دراسة تحليلية ). المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 37(37), 123-173. doi: 10.21608/edusohag.2014.128442
MLA
الحسين حامد محمد حسين. "التربية الاعلامية ونشر ثقافة حقوق الإنسان ( دراسة تحليلية )", المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 37, 37, 2014, 123-173. doi: 10.21608/edusohag.2014.128442
HARVARD
حامد محمد حسين, الحسين. (2014). 'التربية الاعلامية ونشر ثقافة حقوق الإنسان ( دراسة تحليلية )', المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 37(37), pp. 123-173. doi: 10.21608/edusohag.2014.128442
VANCOUVER
حامد محمد حسين, الحسين. التربية الاعلامية ونشر ثقافة حقوق الإنسان ( دراسة تحليلية ). المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 2014; 37(37): 123-173. doi: 10.21608/edusohag.2014.128442