إنَّ الزواج يُعدُّ الخطوة الأولى التي يخطوها الإنسان للخروج من عبودية النفس وحبِّها إلى حبِّ الآخرين ، ففي مرحلة ما قبل الزواج کانت الأنا واحدة ، وکان کل شيء لهذه الأنا ، فأول مرحلة يُحَطَّم فيها هذا الحصار هي الزواج ، فيستقر وجود آخر إلى جانب هذه الأنا ؛ فيعمل الإنسان ويتعب ويخدم ليس " للأنا " بل لذلک الموجود الآخر ، وبعد أن يکون له أطفال يتعب ويخدم من أجلها و أجلهم ، وکل شيء يصبح هي وهم ، وهذه هي الخطوات الأولى التي يخرج بها الإنسان من حالة الأنانية والعجب إلى حبَّ الآخرين . ([1]) ويتضح مما سبق أن الإسلام شرع الزواج لغايات سامية ونبيلة تستهدف خير الإنسان لا في الدنيا فحسب ، إنَّما في الدنيا والآخرة جميعاً ، ويُؤسَّس المنهج الرباني على قيم کبرى تتضافر للوصول بالإنسان إلى الصلاح والإصلاح ، والقضاء على کل صور الفساد والإفساد في النفس والسلوک والمجتمع . وقد جاء الإسلام وعادتا الاشتراک في المرأة وتعدد الزوجات شائعتان لکل منهما أنصار وتابعون ، ولم يکن للزواج قيود وحدود لکل من طرفيه فوضع الإسلام قوانين ثابتة واضحة المعالم من حيث واجبات الرجل وحقوقه من جهة ، وحقوق المرأة وواجباتها من جهة أخرى . ولقد ارتبط في أذهان الکثيرين أنَّ تشريع التعدد ارتبط بالإسلام ظناً أنَّه أول دين جاء به بينما الحقيقة أنَّ نظام التعدد کان سائداً قبل ظهور الإسلام في شعوب کثيرة متحضرة وغير متحضرة کشعوب الصين والهند والفرس والمصريين القدماء والعبريين والعرب ، کما أنَّ هذا النظام لا يزال منتشراً في الوقت الحاضر في بلاد الهند واليابان والصين ([2]) . وعلى ذلک فالأمر ليس کما يعتقد البعض أو يُرَّوج له الغرب بأنَّ الإسلام هو من شرع التعدد وأوجبه علي المسلمين زاعمين بذلک أنَّ الإسلام ينتقص من حقوق المرأة ويظلمها علي حساب الرجل ، فقد سبقته إلي إباحته الأديان السماوية التي أُرسل بها أنبياء الله قبل سيدنا محمد(r) "اليهودية والنصرانية" ، وکل ما قام به الإسلام هو أنَّه أبقى علي التعدد مباحاً ، إلاَّ أنَّه في ذات الوقت وضع له أسساً تنظمه وتُحد من مساوئه وأضراره . فلقد جعل الإسلام القاعدة الأساسية هي المساواة بين الزوجين في کل شيء إلاَّ القيام برعاية وقيادة الأسرة والقيام على مصالحها ؛ لأنَّه أقـوى بدناً وعقلاً ، وأقدر على الکسب وعليـه النفقة ، وقد کلفت التشريعات قيام الزوج بکفالة الزوجة وإراحتها من جهد الکدح من أجل الحصول على متطلبات الحياة ؛ وذلک لکي تتفرغ لمهمتها العظمى وهي تربية الأطفال . ولقد فرض على الرجال العدل والإحسان في هذه الرعاية والقيادة ، فيجب علي الرجل وراء النفقة علي امرأته أنْ يعاشرها بالمعروف ، ولا يجوز له أنْ يجعل لها ضرة شريکة في ذلک إلاَّ إذا وثق في نفسه بالعدل بينهما ، وأُبِيحَ له ذلک بشرطه ؛ لأنَّه من ضرورات الاجتماع ([3]) . ومعنى ذلک أنَّ تعدد الزوجات مباح ، وهو من ضرورات الاجتماع البشري بشرط العدل والإحسان ، وهو مشروع لجميع البشر ، فما بالنا بالرسول الکريم مثال العدل والإحسان ، والقدوة فيهما ، فقد عدًّد الزوجات وتزوًّج بأکثر من واحدة ، ولکن لاعتبارات إنسانية ولحکم جليلة وعظيمة.
3- مُرتضى مُطَهري ، التربية والتعليم في الإسلام ، الطبعة الثالثة ، بيروت – لبنان : دار الهادي ، 2000 م ص 234 .
1- مياسة النخلاني ، " التعدد بين عدالة الشريعة وتجاوزات الأفراد " ، مجلة الوعي الإسلامي ، العدد 575 1434 ه – 2013م . ص 75
1 - محمد أحمد خلف الله ، القرآن ومشکلات حياتنا المعاصرة ، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصرية ، 1967 م ص 259 .
The educational contents of the marriages of the Messenger, may God bless him and grant him peace, and the possibility of their application in our contemporary life
المؤلف [English]
fefy tawfik
Teacher of pedagogy
College of Education - Sohag University
أحمد توفيق, فيفى. (2014). المضامين التربوية في زيجــات الرســــول صلى الله عليه وسلم وإمکانية تطبيقها في حياتنا المعاصرة. المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 35(35), 233-327. doi: 10.21608/edusohag.2014.128472
MLA
فيفى أحمد توفيق. "المضامين التربوية في زيجــات الرســــول صلى الله عليه وسلم وإمکانية تطبيقها في حياتنا المعاصرة", المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 35, 35, 2014, 233-327. doi: 10.21608/edusohag.2014.128472
HARVARD
أحمد توفيق, فيفى. (2014). 'المضامين التربوية في زيجــات الرســــول صلى الله عليه وسلم وإمکانية تطبيقها في حياتنا المعاصرة', المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 35(35), pp. 233-327. doi: 10.21608/edusohag.2014.128472
VANCOUVER
أحمد توفيق, فيفى. المضامين التربوية في زيجــات الرســــول صلى الله عليه وسلم وإمکانية تطبيقها في حياتنا المعاصرة. المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 2014; 35(35): 233-327. doi: 10.21608/edusohag.2014.128472