إنَ الحاجة إلى الأخلاق وتدعيمها فى عصر العولمة الثقافية ، مسئولية المؤسسات المجتمعية والتربوية للحفاظ على الأمن الاجتماعى لدى الشباب المصرى، حتى لا يکون هذا الشباب منـزوع الشخصية مخترفاً فى دينه ولغته وحضارته، منحرفاً فى اتجاه الجريمة والانحلال الخُلقى، وهذا ما يُؤکد فى بعض الدراسات والبحوث من المفکرين والتربويين على النحو التالى:
حيث تشير دراسة "سعيد إسماعيل القاضى 2008م"(2) إلى ضرورة تفعيل دور کليات التربية من خلال مقرراتها ونشاطاتها وبرامجها الثقافية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية تحقيقاً للأمن الاجتماعى والثقافى فى المجتمع المصرى، وذلک للوقوف ضد تحديات العولمة الثقافية وسلبياتها العديدة التى أحدثت تلوثاً ثقافياً وانحلالً خلقياً لدى الشباب المصرى، مع فقدان الثقة فى الهوية والانتماء للوطن، علاوة على التشويه المتعمد للدين الإسلامى واللغة العربية والتراث والقيم فى المجتمع المصرى والعربى.
وأشارت دراسة "فاطمة الزهراء سالم محمود مصطفى 2007م"(3) إلى مدى إمکانية صياغة مفهوم جديد للهوية الثقافية فى الفکر التربوى المصرى المعاصر وذلک استناداً إلى فلسفة تربوية عربية خالصة تهتم بمعالجة قضايا المجتمع المصرى من فساد أخلاقى وإرهاب وتبعية ثقافية وتسلط وجمود فکرى، وفهم مغلوط للدين، وذلک من خلال الاهتمام بالتنشئة السليمة للشباب ، والقدرة على العمل والمشارکة فى عملية التنمية والتجديد داخل المجتمع المصرى، فى بداية القرن الحادى والعشرين.
ومن هنا يحاول البحث الحالي بيان وتوضيح ، المتطلبات الأخلاقية الضرورية للشباب المصرى بعد ثورة يناير2011م ، ووضع رؤية تربوية مقترحة وذلک من خلال تدعيم أدوار بعض المؤسسات التربوية غير النظامية فى تدعيم المتطلبات الأخلاقية للشباب المصرى ، للاستفادة من مکتسبات ثورة يناير 2011م ، والتى تُعد انعکاساً للظروف السياسية والاجتماعية والثقافية ، مما يعمل على تنمية وتقدم المجتمع المصرى فى ضوء التحديات السياسية والاقتصادية التى تشهدها مصر بعد الثورة .