تعتبر السياسة التعليمية جزء من السياسة العامة للدولة ولم تسلم الجامعة من تأثرها بتلک الأوضاع وتدخل السلطة في شئونها مما قد ينقص من حقها في الاستقلال وتقيد حرکتها فلا يجوز للسلطة التدخل في عمل أساتذة الجامعات وأراءهم العلمية فالحرية والاستقلال تسهم في التقدم العلمي والأبداع فلا يمکن أن يکون هناک إبداع وسط أنظمة القمع والقهر وتجريم المبدعين وإبداعهم بالمعتقلات مما أدى إلى توحد الراي السياسي. فالتعليم المصري في حاجة إلى إعادة بناء کجزء من عملية التغير الاجتماعي الشامل لتمکن الأفراد من المشارکة في المجتمع فحرية الاختيار مبدأ هام في تقرير السياسة التعليمة فالتعليم له دور حيوي فيجب أن يقوم بإعداد جمهور متعلم على وعي يمکن أن يمارس الخيارات الشاملة المتعلقة بتوجهات المستقبل. وکيف يستطيع التعليم أن يقوم بالدور الفعال في مجتمع يفتقد الديمقراطية إذ انه لا يمکن أن تتم صنع السياسة بعيداً عن الحقائق العلمية للحياة في مجتمع إذا لم تمر مشروعات تطوير التعليم ببوتقة المشارکة الاجتماعية من أولئک الذين سينفذونها فيمکن أن تظل حبرا على ورق وإذا لم تحقق تلک السياسات والمشروعات رغبات الجماهير فإنها سوف تلقى الرفض الاجتماعي وبذلک لا يستقيم إصلاح وتطوير منظومة التعليم بالانفصال عن المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمثل نسبة خاصة لها باعتبار أن مخرجات التعليم ليست نتاج للوسط التعليمي فقط بل أيضا تدخل في عملية التغيير المجتمعي الشامل وهذا يؤکد أن التغيير الجذري لنظام التعليم لإخراجه من أزمته ليس إلا جزاءً مندمجاً في عملية إصلاح شاملة وجذرية ومن ثم فهو يرتهن بعملية إصلاح سياسية واقتصادية جذرية ولا يجب أن تصبح قصة إصلاح وتطوير التعليم مجرد ساحة أخرى إلى جانب الإصلاح الاقتصادي لجذب الانتباه بعيداً عن ساحة أخرى إلى جانب الإصلاح السياسي المرجو تحت حجة القول إنه لا إصلاح سياسي بدون إصلاح اقتصادي ومجتمعي فالسياق السياسي المحيط من أهم محددات عملية التعليم وتطويره. وبذلک يتضح أن أي محاولة لإصلاح نظام التعليم لن تحقق أي مردود ذو قيمة مجتمعية حضارية ما لم يحدث إصلاح سياسي يتناغم هو والإصلاح التعليمي وغيره من جوانب حياة المجتمع مع طموحات الأفراد وتاريخهم وحاضرهم وما يجب أن يکون عليه مستقبلهم فالإصلاح السياسي هو الرکيزة الأساسية التي يمکن من خلالها تحقيق الإصلاح قومي لصالح الوطن والمواطن والذي يؤدي إلى تحديد سياسة تعليمية قومية واجبة في الإطار الديمقراطي السليم فالإصلاح السياسي مدخل رئيسي لإصلاح التعليم .
مـحـمـد جــايـــل, عـفـاف. (2013). دور الــنـظــم الـسـيـاسـيـة فـي صياغة السياسة التعليمية في مصر ((دراسـة تحـلـيـلـيـة )). المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 34(34), 403-480. doi: 10.21608/edusohag.2013.128489
MLA
عـفـاف مـحـمـد جــايـــل. "دور الــنـظــم الـسـيـاسـيـة فـي صياغة السياسة التعليمية في مصر ((دراسـة تحـلـيـلـيـة ))", المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 34, 34, 2013, 403-480. doi: 10.21608/edusohag.2013.128489
HARVARD
مـحـمـد جــايـــل, عـفـاف. (2013). 'دور الــنـظــم الـسـيـاسـيـة فـي صياغة السياسة التعليمية في مصر ((دراسـة تحـلـيـلـيـة ))', المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 34(34), pp. 403-480. doi: 10.21608/edusohag.2013.128489
VANCOUVER
مـحـمـد جــايـــل, عـفـاف. دور الــنـظــم الـسـيـاسـيـة فـي صياغة السياسة التعليمية في مصر ((دراسـة تحـلـيـلـيـة )). المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج, 2013; 34(34): 403-480. doi: 10.21608/edusohag.2013.128489