تطوير نظام رياض الأطفال في المملکة العربية السعودية في ضوء بعض الاتجاهات العالمية المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 استاذ التربية المقارنة وافدارة التعليمية المساعد کلية التربية جامعة الطائف- المملکة العربية السعودية

2 کلية التربية جامعة الطائف- المملکة العربية السعودية

المستخلص

 تعتبر مرحلة الطفولة المبکرة من أهم مراحل النمو التي يمر بها الإنسان فهي الفترة التکوينية من حياته والتي يتم فيها وضع البذور الأولى لشخصيته والتي تبرز ملامحها في المستقبل، فالاهتمام برعاية الطفل وتنشئته وتحقيق أمنه أمر حيوي، تتحدد على ضوئه معالم المستقبل، ولهذا يجب أن تدخر الدولة کل جهد في توفير الاحتياجات الأساسية له. (أحمد خلاف، 2008م: 67).
ولهذا يعتبر الاهتمام بتربية الطفل في مرحلة الطفولة المبکرة هو اهتمام بحاضر ومستقبل الأمة کلها، وتنشئته التنشئة السليمة هو المواجهة الضرورية لتحديات المستقبل، فأطفال اليوم هم رجال المستقبل، وباعتبارهم طاقة بشرية ّإذا أحسن تنميتها ورعايتها، أسهمت في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع.(سعاد بسيوني وآخرون، 2004م: 113).
ولذلک يتوقف الحکم على مستقبل أي أمة على مدى ما تهيئه لأطفالها وأصبح من الثابت وبإجماع أراء العلماء أن سنوات الرياض ذات أهمية بالغة في تحديد الملامح الرئيسة في شخصية الفرد، وتأکيداً لأهمية هذه الدراسات ودورها الفعال في تربية الطفل اهتمت دول العالم المتقدم بإعداد معلمة رياض الأطفال التي بدونها لن تحقق هذه المؤسسات أهدافها المنشودة (أحمد خلاف، مجلة التربية، 2008م: 87).
ولهذا ازداد الاهتمام يوماً بعد يوم بتربية طفل ما قبل المدرسة، حيث تؤکد النظريات والدراسات والبحوث النفسية والتربوية على الأهمية الکبرى للسنوات الأولى من عمر الإنسان وأثرها على حياته کلها، فهي النواة الأولى لتکوين شخصية الفرد وتشکيل اتجاهاته وتنمية ميوله واستعداداته وقدراته (فتحي عبد الرسول، 1997م: 254-255).
ونظراً لأهمية هذه المرحلة حرصت معظم دول العالم على توفير جميع السبل اللازمة لرعاية أطفالها والاهتمام بهم، وذلک من خلال إنشاء رياض الأطفال (منى الأزهري، الضبع، ثناء يوسف، 1997م: 245).
ففي کندا أوصى التفويض الملکي بأن تکون فصول رياض الأطفال في جميع المدارس بالولايات الکندية بداية من السبعينيات من القرن العشرين (Government of New Found land, 2009: 6-7) 
وفي استراليا اتجهت سياسة الکومنولث الاسترالي إلى الاهتمام بالطفولة المبکرة ودعمها وتمويلها لبرامجها، الأمر الذي ساعد على انتشار رياض الأطفال بجميع الولايات الاسترالية منذ منصف السبعينيات من القرن العشرين (Common Wealth Department, The Right Child Care: 2010: 3)
وفي ألمانيا ظهرت رياض الأطفال في أوائل القرن التاسع عشر استجابةً لأراء العالم الألماني فروبل Froebel  عام 1840م بهدف تقديم الرعاية الشاملة لأطفال(Eurydice Database on Education System in Europe, 2011)
وفي الولايات المتحدة الأمريکية تضافرت الجهود من أجل نشر رياض الأطفال لتحقيق الاستيعاب الکامل للأطفال بجميع الولايات(سعاد بسيوني عبد النبي، وآخرون، 2004م:  122) 
ويرجع اهتمام السعودية برياض الأطفال إلى عام  1386ﻫ حيث افتتحت وزارة المعارف أول روضة حکومية بمدينة الرياض وفي العام التالي افتتحت الوزارة روضتين بمدينتي الدمام والإحساء واتضحت جهود الرئاسة العامة لتعليم البنات في هذا المجال عام 1395 /1396ﻫ حيث افتتحت أول روضة تابعةً لها بمکة المکرمة وتوالت بعد ذلک الجهود في نشر الروضات إلى أن بلغ عددها 5379 روضة تابعة لتعليم البنات عام 1416ﻫ وفي العاشر من لمحرم 1423ﻫ صدر الأمر الملکي (أ/2)بدمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة المعارف (إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج، 2008م:  167-169).
ومع إتباع سياسة  المملکة للتوسع في نشر رياض الأطفال بلغ عدد الروضات عام 1430ﻫ 1392 روضة  تضم 5727 فصلاً و103145طفلاً وطفلةً  ويعملن بها 9818 معلمة ً و1799 إداريةً. (المملکة، البيانات الإحصائية لمدارس البنين والبنات في المملکة العربية السعودية لعام 1429/1430ﻫ)
وعلى الرغم من الجهود الکبيرة التي تبذلها المملکة في نشر رياض الأطفال إلا أنها ما زالت خارج نطاق السلم التعليمي وتعاني من العديد من المشکلات؛ لذا حرصت الدراسة الحالية على تقديم بعض التجارب والخبرات الأجنبية في مجال رياض الأطفال بغية تطوير رياض الأطفال بالمملکة وفقاً للاتجاهات العالمية المعاصرة في هذا المجال.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


عنوان المقالة [English]

Developing the kindergarten system in the Kingdom of Saudi Arabia in light of some contemporary global trends

المؤلفون [English]

  • AHMED abdelaal 1
  • ahmed ahmed 2
  • khaled ALKADY 2
1 Professor of Comparative Education and Assistant Educational Administration, College of Education, Taif University, Saudi Arabia
2 Faculty of Education, Taif University, Saudi Arabia