للمرأة دورها المتميز في تقدم المجتمعات وتطورها، ولا يتأتى ذلک إلا من خلال ما توليه المرأة لأبنائها من رعاية تسهم في إعدادهم للقيام بالمهام التي يتطلبها المجتمع، والتي تساعد في عملية التقدم والتطور لذلک المجتمع، " ولقد کانت الأم ومازالت تشغل دورا تربويا هاما في أسرتها، ولا يعرف عصر من العصور فقدت فيه الأم هذا الدور حتى وأن تذبذب بين قوة وضعف،ويتوقف نمو المجتمعات بدرجة کبيرة على نجاحها في ممارسة هذا الدور، الذي يصعب على غيرها القيام به"(فاطمة علي جمعة، 2005،ص13). أن نجاح المرأة في القيام بدورها التربوي يتطلب، أن يکون لديها وعي تام بأهمية الجانب التربوي، ومما يعوق المرأة المصرية عن القيام بدورها التربوي على الوجه الأکمل في المجتمع المصري، قصور الإعداد التربوي النظري والعملي الذي يؤهلها للقيام بهذا الدور، وقلة وعيها بأهمية دورها وأثره في المجتمع، وأيضا الظروف الاقتصادية وما آل إليه حال کثير من أسر المجتمع من فقر، وانتشار الأمية. وتؤکد نتائج دراسة "نبيلة أمين 1985" أن مستوى التعليم يؤثر بدرجة کبيرة في تفهم الأم لأمومتها، وفي اتجاهاتها وسلوکها نحو الأبناء" وأشارت نتائج دراسة Katherine2002"" أن ارتفاع مستوى تعليم الأم يؤثر إيجابيا في التحصيل الدراسي للأبناء"رغم ما تؤکده الدراسات السابقة من العلاقة بين المستوى التعليمي للأم وبين تربية الأبناء، إلا أن الباحث يرى أن المشکلات الرئيسة التي تواجه الأطفال سواء أکانت اجتماعية أم نفسية أم ثقافية لا تتوقف عند مستوى تعليم الأم فحسب، بل تکمن في ما تمتلکه الأم من ثقافة تربوية، تسهم بصورة إيجابية في الأساليب والطرائق التي تستخدمها في تربية أبنائها. ومن ثم سوف تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الثقافة التربوية للمرأة المصرية،ودورها في تربية الأبناء، حيث إن مستوى التعليم ليس وحده الذي يؤثر في أساليب الأم وطرائقها في تربية الأبناء.