" تقييم بيئة التعلم الافتراضية کمدخل لتحسين الفعالية التدريسية في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

     يُعتقد أن أفضل المعلمين في القرن الحادي والعشرين هم الذين يعلّمون الطلاب کيف ينظرون، ولکنهم لا يخبرونهم بماذا يرون، وبالتالي فإن الجاهل في هذا القرن ليس هو من لا يقرأ ولا يکتب، بل هو من لا يستطيع أن يتعلم وهو من لا يتعلم بل هو من لا يعيد کرة التعلم مرات ومرات. وإذا کان التعلم هو جواز السفر للمستقبل، فإن المستقبل حتما ينتمي لمن يعدون له من اليوم، وهو ذلک السلاح الماضي قوة في أن يغير العالم ليکون هدفه معرفة القيم وراء الأشياء وليس معرفة الحقائق وحسب. ولن يکون ذلک سهلاً أو ميسوراً إلا بوجود بيئات متنوعة ومتباينة تفي باحتياجات المتعلم ورغباته مسايرة لأساليب التعلم الحديثة. قد تکون هذه البيئات واقعية أو افتراضية أو خليطاً منهما، على أن الأخيرة قد تکون أفضل وأعمق تأثيراً في القرن الحادي والعشرين لکونها تسمح بمشارکة الاتصالات والمعلومات وتتيح الوصول إلى مصادر التعلم بسهولة ولا تتقيد بظروف الزمان والمکان، بل إنها تقدم دعما تعليميا يتناسب مع الفروق الفردية للمتعلمين، والأشکال المختلفة للتخطيط والتنظيم والتعلم والمراقبة والتقييم، فضلاً عن إتاحة المناطق الشخصية الافتراضية التي توفر دعماً نفسياً للتعلم.
وبناء على ما سبق کان هدف الدراسة الحالية هو تقييم بيئة التعلم الافتراضية من حيث المفهوم والأبعاد والخصائص کمدخل إلى إحداث أو تحسين فعالية تدريسية تتماشى والمهارات المطلوب تحقيقها في القرن الحادي والعشرين. تمثلت أداة الدراسة في استبيان لجمع المعلومات کمقياس لتقييم بيئة التعلم الافتراضية، وشمل هذا المقياس خمسة أبعاد (المعرفي والتعليمي والموقفي والنفسي والاجتماعي) جاءت في 35 مفردة، وتم تطبيقه online على عينة من المتطوعين من مستخدمي التعلم الافتراضي وعددهم 120 متطوعاً: 31 من طلاب البکالوريوس بنسبة 25.8%، وعدد 70 من طلاب الدراسات العليا بنسبة 58.3% وعدد 19 من أعضاء هيئة التدريس بنسبة 15.9%  دون النظر إلى تخصصاتهم أو أعمارهم أو خلفياتهم الثقافية. وبعد تجميع البيانات، تم استخدام أسلوب التحليل العاملي التوکيدي ونمذجة المعادلة البنائية الخطية لاختبار البنية العاملية للمقياس والتأثيرات البينية بين أبعاد المقياس، وأظهرت التحليلات مؤشرات حسنة مما يعني مناسبة المقياس لطبيعة العينة. کما تم حساب ثبات المقياس باستخدام معامل ألفا کرونباخ فبلغت قيمته للبعد التعليمي 90. وللبعد الموقفي 90. وللبعد المعرفي 85. وللبعد النفسي 83. و للبعد الاجتماعي 69. وأظهرت النتائج وجود تأثيرات موجبة من البعد النفسي إلى البعد الاجتماعي مما يعني أن الجوانب النفسية هي المحرک الرئيسي لنشوء علاقات اجتماعية سوية وعلاقات موقفية تساعد في إعادة هيکلة البناء المعرفي لدى المتعلم، کما أظهرت تأثيرات سببية موجبة بين أبعاد المقياس المختلفة مما يعني أن الموقف التعليمي في بيئة التعلم – أيا کان مستواه وهدفه واستراتيجياته – تتوقف عليه الفعالية التدريسية من حيث تقديم المعرفة والتوجيه نحو مصادرها في بيئة اجتماعية إيجابية ونفسية مستقرة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


عنوان المقالة [English]

Evaluate the virtual learning environment as an input to improve teaching effectiveness in the light of 21st century skills

المجلد 65، العدد 65 - الرقم المسلسل للعدد 65
مناهج وطرق التدریس ( اللغة العربیة- الإنجلیزیة – الفرنسیة – الریاضیات – العلوم- الفنون- الاقتصاد المنزلی- التجاری ... )
2019
الصفحة 611-644
  • تاريخ الاستلام: 29 أغسطس 2019
  • تاريخ القبول: 29 أغسطس 2019