ورغم ذلک.. العلاقة بين الفکر الفلسفى والواقع من القضايا المثيرة للجدل، قديمًا وحديثًا؛ فمن يتتبع تاريخ الفکر الإنسانى يتبين له اختلاف الاتجاهات الفکرية حول هذه العلاقة.
يخطئ البعض عندما يحصر الفلسفة فى إطار الأکاديمية الجامدة. ويبرز هذا الخطأ فى الاتهام الموجه إلى الفلسفة بأنها مجرد تأملات نظرية لا تخدم الحياة ولا تحرک المجتمع.
"إن بعض المفکرين من رأى أن الفلسفة ترف عقلى لا يغنى عن الحق والواقع شيئًا.. ومن المفکرين من رأى أن الفلسفة تفکير فى البرج العاجى مقطوع الأسباب بواقع الحياة ومشکلات الجماهير"(5).
وبين هذا وذاک يتناسى کثيرون أن العلاقة بين الفلسفة والحياة علاقة لا تنفصم عراها؛ فهى لصيقة بقضايا المجتمع وهموم العصر الذى أفرزها.. وتاريخ الفلسفة حافل بالنماذج التى تؤکد ذلک(*).