"تحتل فکرة المواطنة في الفکر السياسي الحديث مکانة مرکزية، حيث إن إحساس الفرد بالمواطنة والولاء والانتماء لوطنه مرتبطة بحصوله على حقوقه کاملة في ظل النظام السياسي القائم ملکيًا کان أو جمهوريًا، وبقدر ما يتمتع به الفرد من حقوق بقدر ما يشعر بالاستقرار والأمان، ومن ثم بالمواطنة"(1). موضوع (المواطنة) من الموضوعات ذات الأهمية القصوى خصوصًا في العصر الراهن الذي يغلب عليه الاتجاه نحو النفعية وتغليب النوازع المادية على النوازع الروحية. واقع حياتنا الاجتماعية عبر عنه شاعر العربية الخالد نزار قباني في کلماته السهلة البليغة: خلاصة القضية.. توجز في عبارة.. لقد لبسنا قشرة الحضارة.. والروح جاهلية. ويکفي أن يتجول الإنسان لبضع دقائق في الشارع المصري لکي يتکشف له إلى أي حد تدهورت القيم وغابت التقاليد، وأصبحنا أمام تجمع بشري مختلف يحتاج منا إلى دراسة وتحليل؛ فقد غاب العقل.. تراجع المنطق.. سکت الکلام.. تقطع الحوار.. ساد الفساد وسادت معه لغة البلطجة وأعمال الشغب والعنف(2).