دراسة مقارنة للتخصصات العابرة في بعض الجامعات الأجنبية وإمکان الإفادة منها في الجامعات المصرية

            يواجه العالم اليوم تغيرات متسارعة ومشکلات عديدة معقدة ومتشابکة ناتجة عن ظروف اقتصادية واجتماعية وبيئية، مما يلقي على الدول والمجتمعات مسئولية بذل الجهود وتبني المداخل والأفکار غير المألوفة من اجل مواجهة تلک المشکلات، وذلک من خلال مؤسساتها المختلفة وعلى رأسها المؤسسات الأکاديمية والبحثية
            وتمثل "التخصصات العابرة" أحد المداخل التي يمکن من خلالها تحقيق الدمج والتکامل بين التخصصات العلمية المختلفة، مما يساعد المجتمعات على حل المشکلات ومعالجة القضايا التي تتطلب أکثر من تخصص علمي واحد ليتم معالجتها.
            وتهتم "التخصصات العابرة" ببناء معرفة جديدة من خلال دمج تخصصات مختلفة بهدف حل ومواجهة المشکلات المجتمعية والحياتية التي قد لا يتمکن تخصص علمي منفصل من مواجهتها. والهدف الأساسي من التخصصات العابرة هو جعل العلم والتعليم العالي أکثر استجابة لتعقيد المشاکل العالمية وأکثر صلة بالصالح العام وباحتياجات المجتمعات.
            وتهتم بعض الجامعات المعاصرة بهذا النهج من خلال برامجها وممارساتها الدراسية المختلفة بهدف تقديم تخصصات وبرامج جديدة والمساعدة في حل المشکلات المحلية والدولية.
            وعلى الرغم من الجهود والمحاولات المبذولة في  مصر في إطار التوسع في مؤسسات التعليم العالي وبرامجه، إلا أن الجامعات المصرية ما زالت تعاني من بعض أوجه القصور المرتبطة بتحقيق التکامل بين التخصصات العلمية المختلفة.
            وهدف البحث الحالي إلى دراسة "التخصصات العابرة" نظريًا وفي جامعة نيو مکسيکو للتکنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريکية، وجامعة العلوم في ماليزيا، وجامعة العلوم الصحية والتکنولوجيا العابرة للتخصصات بالهند، للوقوف على واقع الممارسات العابرة للتخصصات في هذه الجامعات، وذلک في محاولة للتوصل إلى بعض المقترحات التي يمکن من خلالها تبني "التخصصات العابرة" في الجامعات المصرية.